الثلاثاء، 15 مايو 2012

فساد الاسلاميين من بضع الترابي الي كثير البشير

بسم الله الرحمن الرحيم                            
فساد الاسلاميين من بضع الترابي الي كثير البشير            
في أواخر عقد تسعينيات القرن الماضي حملت الأنباء تصريح عن الدكتور /الترابي رئيس المجلس الوطني حينها قوله بفساد بضع في المائة من الاسلاميين المتنفذين . هذا التصريح شغل الساحة حيناً من الدهر كون قائله دكتور الترابي زعيم الاسلاميين وأمين المؤتمر الوطني وعراب الانقاذ ومدبر انقلابها كيف لا وهو يستطيع بأي من تلك الصفات أن يحاسب كل من يقصر عن أداء واجبه ويحاسب كل من يقترف ذنباً ولكنه لم يفعل بل ذهب الي الاعلام يطلق ذلك الاتهام .ولكن الأيام لم تطول حتى أقصى البشير الترابي عن سدة الحكم ليكشف بعدها الترابي كثير من أخطاء الانقاذ المستورة .السترة التي هدد بهتكها نائب الترابي الدكتور علي الحاج محمد حينما قال خلوها مستورة مهدداً الفريق المخالف .مما دل علي فساد الاسلاميين لم يكن عارضاً ولغ فيه بعضاً منهم يجب محاسبتهم بل هو ظاهرة لها جذورها التاريخية في تنظيم الحركة الاسلامية حيثما استأثر بنعم استثماراتها كل من ولي شركة تجارية أو منظمة خيرية حتى استولى قيادات المكاتب المعلوماتية والاستراتيجية وأمانات ادارة المال على مقاليد الأمور في الحركة السياسية ليكون نصيب أهل الرأي والفكر الاقصاء والتهميش كما قال الدكتور التجاني عبدالقادر في مقالاته المنشورة .                                    
وعلى حد قول الدكتور الترابي ان الذين استوزروا في حكومة مايو صعب عليهم الخروج من الحكومة الا بعد (مجاااررة) وكثيراً ما يرد على مطالبات الاستثمار لتوفير المال لمناشط حزبه انه لن يجرؤ لان الأخوان (أكلونا) .فهل نسي الترابي ذلك وهو يدير نظام الانقاذ ؟ أم تغافل عن العيب في نظام الانقاذ المبني على نهج الحركة الاسلامية القائم على الثقة وتمكينه في دواوين الدولة باحالة قيادات الخدمة المدنية الي الصالح العام وافراغ المصالح الحكومية من كوادرها ليس لشئ الا لاعتراضهم علي عدم الاخلال باللوائح والاجراءات وقانون المحاسبة المالية ليحل بدلهم أهل الحظوة والثقة الذين لم تزعفهم التربية الحركية ومناهج التزكية فيها على الصمود أمام اغراءات السلطة ونهب المال العام بعد أن زينته لهم حاشيتهم وحلله لهم فقيههم.        
ولكن بعد أكثر من خمسة عشر عاماً من تصريح الترابي يخاطب البشير مؤتمر شورى الحركة الاسلامية الأخير بضاحية العيلفون قائلاً ان كثير من الاسلاميين أفسدتهم السلطة وانشغلوا عن مشروعهم بالحكم وتغافلوا عن تطبيق الشريعة .المشير البشير يقول هذا الكلام وفي هذا التوقيت بالذات ليرد على شباب حزبه الذين اجتمع بهم وطالبوه بمحاربة الفساد بعد أن استشعروا خطر ثورات الربيع العربي .في ذلك الاجتماع الذي اقسم أن سيكون سيفاً على الفساد وأعلن جمهوريته الثانية لتطبيق الشريعة غير المجغمسة .ولكن بعد تقليب ملفات الفساد اصطدم بسيرة عشيرته الأقربينٍ ،شركات أخوانه ومنظمات زوجاته .وتشير الأصابع الي منسوبي حزبه حتى قال أحدهم(مؤتمر وطني)  لن تستطيع الدخول الي دار المؤتمر الوطني حتى تضع عمامتك على أنفك .
البشير عجز عن تقديم أهله قرباناً للاصلاح فوئدت مفوضية أبوقناية حية لتطفح مذكرات الاسلاميين المطالبة بالاصلاح ليجد البشير نفسه في مواجهة معهم يدافع عن عشيرته وزبانيته ويطالب كل من يتحدث عن الفساد بالأدلة والبراهين .لتمنع المقالات وتوقف الصحف ويعتقل الناشطون ويهدد أصحاب المذكرة بالمحاسبة ويؤكد أن المؤتمر الوطني شب عن الطوق وليس هناك من هو وصي عليه وأن كانت الحركة الاسلامية نفسها ويقول أن دعاة الاصلاح قليل وأن عضوية حزبه خمسة مليون عضو لتكشف هجليج وهنهم وهم غثاء.
مابين بضع الترابي الشح الذين تركهم يتصرفون في موارد البلاد حتى استقووا عليه وتسير عليه سنة الله (ما ترك أحداً من الشرع الا حاجه الله اليه) فاحتاج الي اسقاطهم وهو مرهق .وفي شواهد السيرة عبرة ،حيث حكي عن صحابة رسول الله يتهامسون بثراء سيدنا عبدالرحمن بي عوف فناداه رسول الله وسأله من أين لك هذا ؟فقال قولته المشهورة ما رددت ربحاً قط وما استحقرت بيعاً قط .ولأن الاسلاميين من أبناء الغبش وحضروا للخرطوم علي ظهور اللواري أو مسطحين علي قطار السكة الحديد بصحبة شنطة حديد.ولو سلمنا باستئثارهم بالوظيفة العامة ماركبوا الا ذات اللوحات الصفراء وما سكنوا غير الميري ولكنهم ماردوا رشوة قط وما استحقروا عمولة(commission) قط .فاستغنوا وملكوا القصور .الي كثرة البشير التي استقوت عليه بأخوته وأقربائه ونذكر بسقوط زين العابدين وحسني مبارك الا بما كسبت ابناؤهم وزوجاتهم ونقول للقلة الباقية من الصادقين والطاهرين ما عاد هناك شئ يرتجى من اصلاحه وما عاد هناك مشروع يضحى لاجله وأصبح الفساد يعلق بكل ذي صلة بالنظام. فأتقوا الله وتوبوا اليه وانظروا الي التجارب الانسانية ونظمها في ادارة الدولة والحفاظ على المال العام ولترجع الحركة الاسلامية الي نهجها في اشاعة الحرية وتطبيق العدالة الاجتماعية ولتلحق بركب الحركات من حولنا والا فليفتح الله بيننا وبينها بالحق وهو خير الفاتحينٍ .
م. اسماعيل فرج الله
عطبرة
14/5/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق